شمس أشرقت تحت التراب )) قصة قصيرة/قاسم الساعدي
بعد ان أفلت فجأة ليس كمثل الشموس ! نعب غراب الوجع في دامس الليل كأنه يتلوا على مسامعي آيات الحزن . تغيرت ملامح وجهي بعد سماع الخبر المشؤوم الذي بلغني عبر هاتفي المحمول , عيناي انتابتا بالبكاء... هرعت مهرولاً لذلك المغتسل الذي تسجت فيه الشمس ليجهزوها للرحيل ! الرحيل الابدي الاقارب والاصدقاء جميعهم جائوا وفي وجوههم ابتسامات الحزن الحارة وانا منشغل بقراءة سورة الفاتحة والاخلاص وبعض الادعية وعيوني لاتزال تقسم الملح على جوارحي بدموعها ... بعد ثلاثون دقيقة يخرج صوت من ذلك المغتسل " هلموا ألينا " دخلت وأنا مرتبك فوجدتها مرتدية بزتها البيضاء بزة الوداع الاخير,
بكلماتٍ اقتلعت صدري ردتها وانا مستلقياً بجانبها وحسرات منكسرة ذهبت عزيزتي الى وادي السلام لتستقر في عالمها الجديد ؛ وأشرقت تحت التراب لتنقش قصتها القديمة بنورها الساطع على هامش الروح ... فمنذًّ صباحها الاول حملت حقائب صبرها على متونها المتهدلة , الى ان ألتقت بالقمر في منتصف النهار لتساعده على أزالة الظلم المسيطر على رقاب الانسانية ويطهرا المنظومة القيمية السقيمة من رجس الشيطان بنوريهما المشعّ وأنجبا فرقدين في تلك القصبات الثائرة على ظلم الطاغوت وبعد الصراع الطويل وبين شموخ الارادة يستعد القمر للتضحية ؛ أصوات الباطل تعلوا ورسل الموت تجاوزت مقر المضحين , الشمس تصل الى ذنائب المدينة مع فرقديها , القمر يتقدم مع كواكب العزّة والكرامة ليقدموا تضحياتٍ لتراب هذا الوطن يقارعون الظلم وأتباع الباطل بأيمانهم وعزيمتهم الى ان يرددون نشيد الحرية ويغيب نورهم البهي عنا قرباناً للعراق العزيز لكنه يعلو الى السماءِ نسيماً حاملاً عبير الشهادة الفواح والتضحيات الجسام ضدًّ مقت الجلادين وهمجية البعث الفاشي ...
وتعود مرة أُخرى ومع تلك الحقائب تحمل حقيبةٌ اليتم والمسؤولية لطفليها على عاتقها فتسهر وتضحي وتتحمل لاجلهما فوجنتاها دائماً مبتلة بسبب الحرمان والتهميش ومرارة العيش وفي نهاية النهار تتصارع مع السقم الذي عجزت عنه المحاولات وباءت جميعها بالفشل والخيبة فتغيب عنا في الثاني والعشرين من شباط في الفين وأثنا عشر وتترك محبيها بحسراتٍ ودموعٍ وذكرى لا تمحى من قلوبهم فيا أمي العزيزة لكِ ولوقفتكِ وصبركِ وجهادكِ ألف تحية وعلى روحك الطاهرة الف سلام منا ياغاليتي.
فها نحن اليوم نعيش الذكرى الاولى لرحيلك عنا وعن هذه الحياة وهاهم محبيكِ يجتمعون اليوم ليتلوا سورة الفاتحة لروحك البيضاء فسلامٌ عليكِ يوم ولدتِ ويوم توفيتِ ويوم تبعثين في يوم اللقاء , أسأل الله ان يسكنكِ فسيح جنانه الخالدة .......... أيتها الشمس.
ولدكِ
Sun, 24 Feb 2013 الساعة : 1:15

بكلماتٍ اقتلعت صدري ردتها وانا مستلقياً بجانبها وحسرات منكسرة ذهبت عزيزتي الى وادي السلام لتستقر في عالمها الجديد ؛ وأشرقت تحت التراب لتنقش قصتها القديمة بنورها الساطع على هامش الروح ... فمنذًّ صباحها الاول حملت حقائب صبرها على متونها المتهدلة , الى ان ألتقت بالقمر في منتصف النهار لتساعده على أزالة الظلم المسيطر على رقاب الانسانية ويطهرا المنظومة القيمية السقيمة من رجس الشيطان بنوريهما المشعّ وأنجبا فرقدين في تلك القصبات الثائرة على ظلم الطاغوت وبعد الصراع الطويل وبين شموخ الارادة يستعد القمر للتضحية ؛ أصوات الباطل تعلوا ورسل الموت تجاوزت مقر المضحين , الشمس تصل الى ذنائب المدينة مع فرقديها , القمر يتقدم مع كواكب العزّة والكرامة ليقدموا تضحياتٍ لتراب هذا الوطن يقارعون الظلم وأتباع الباطل بأيمانهم وعزيمتهم الى ان يرددون نشيد الحرية ويغيب نورهم البهي عنا قرباناً للعراق العزيز لكنه يعلو الى السماءِ نسيماً حاملاً عبير الشهادة الفواح والتضحيات الجسام ضدًّ مقت الجلادين وهمجية البعث الفاشي ...
وتعود مرة أُخرى ومع تلك الحقائب تحمل حقيبةٌ اليتم والمسؤولية لطفليها على عاتقها فتسهر وتضحي وتتحمل لاجلهما فوجنتاها دائماً مبتلة بسبب الحرمان والتهميش ومرارة العيش وفي نهاية النهار تتصارع مع السقم الذي عجزت عنه المحاولات وباءت جميعها بالفشل والخيبة فتغيب عنا في الثاني والعشرين من شباط في الفين وأثنا عشر وتترك محبيها بحسراتٍ ودموعٍ وذكرى لا تمحى من قلوبهم فيا أمي العزيزة لكِ ولوقفتكِ وصبركِ وجهادكِ ألف تحية وعلى روحك الطاهرة الف سلام منا ياغاليتي.
فها نحن اليوم نعيش الذكرى الاولى لرحيلك عنا وعن هذه الحياة وهاهم محبيكِ يجتمعون اليوم ليتلوا سورة الفاتحة لروحك البيضاء فسلامٌ عليكِ يوم ولدتِ ويوم توفيتِ ويوم تبعثين في يوم اللقاء , أسأل الله ان يسكنكِ فسيح جنانه الخالدة .......... أيتها الشمس.
ولدكِ